أخر الاخبار

الدوري الاسباني

الرياضة الجزائرية

jeudi 6 novembre 2014

كان يستعد لتسلق الدرجة الأولى من سلم النجاح:هل جنى هذا اللاعب على نفسه؟


كان يستعد لتسلق الدرجة الأولى من سلم النجاح:هل جنى الحدادي على نفسه؟

يصاب زائر ملعب بيارن مونيخ «اليانز أريبا» بالذهول ليس لأنه عبارة عن تحفة معمارية وإنما بسبب ما يوجد داخل المتحف الخاص بالملعب وهو متحف مرصع بالكؤوس والبطولات على امتداد تاريخ هذا النادي المجيد.
المشرفون على هذا المتحف الموجود في متناول العين بالنسبة إلى الزائر خصصوا مكانا استراتيجيا لا يقل أهمية عن مكان دوري أبطال أوروبا لخوذتين توضع عادة على رأس العمال وبالتثبت حسب المعلومات المقتضبة فإن الخوذتين تعودان إلى عاملين ساهما في ترميم الملعب الشهير.
انه الوفاء في أبهى مظاهره ومعانيه لأن هذا النادي الذي يعد الأبرز في العالم حاليا إلى جانب ريال مدريد ليس وفيا لنجومه السابقين ومدربيه ورؤساء وأشهر أحبائه فقط بل كذلك للعامل الذي ساهم في بناء الملعب أو ترميمه.
كرة القدم التونسية تعاني من قلة الوفاء ومن نكران الجميل وكل ناكر للجميل لا يمكن أن يحلم يوما بصعود سلم النجاح والمجد.
أبرز مثال على ذلك ما فعله لاعب الافريقي أسامة الحدادي الذي كان مضرب الامثال في الانضباط والجدية ونظافة السيرة واللسان والقدمين أيضا.
ولكني لا أدري شخصيا ماذا أصابه عندما «ركب دماغه» ورفض امضاء العقد مع ناديه رغم انه قبل بكل بنوده كما جاء على لسانه.
عندما دخل في خلاف مع ناديه وجد تعاطفا كبيرا من المحيطين بالافريقي بمن في ذلك المدربون واللاعبون وحتى الاعلاميون لأنه بصراحة أفضل من الميكاري فنيا وبدنيا وذهنيا وكان لهؤلاء تأثير على إدارة الافريقي إلى أن قدمت له عقدا محترما سينال بموجبه مقابلا يفوق جل لاعبي الافريقي الأساسيين باستثناء بعض لاعبي المنتخب مثل خليفة وناتر وبن مصطفى وكان على هذا اللاعب التوجه جريا لأول بلدية وامضاء العقد وتوزيع المرطبات احتفالا بذلك الحدث السعيد ولحسن حظه أن تلك الفترة اقترنت بعودته للتشكيلة الأساسية وبروزه المتواصل إلى ان قرر المدرب الوطني دعوته للمنتخب مقابل الاستغناء عن ياسين الميكاري ثم تحول فعلا جورج ليكانز إلى ملعب المنزه لمعاينة الحدادي ولكن هذا الأخير أصاب نفسه في مقتل عندما رفض تجديد العقد واشترط الحصول على أموال قديمة فرض على المدرب الذي دافع عنه منذ بداية الموسم ابعاده عن التشكيلة الأساسية ثم إلحاقه بصنف الآمال (النخبة) بعد ذلك.
عندما قرر مدرب المنتخب التحول خصيصا إلى ملعب المنزه لمتابعة الحدادي كانت تلك الخطوة الدرجة الأولى في سلم النجاح بالنسبة إلى اللاعب المذكور لكنه رفض الصعود وفضل البقاء في الأسفل ضمن «النكرات» و«التائهين» والباحثين عن «الفتات» لأنه لا يعلم ما الفرق بين لاعب يحمل زي المنتخب ولاعب آخر يتابع اللقاءات الدولية أمام الشاشة.
المسألة ليست مسألة راية وطنية و«حب الوطن» الذي يركبه الجميع هذه الأيام دائما مسألة نقلة نوعية في حياة أي لاعب إذ لا يمكن لأي ناد أجنبي أن يفكر في انتداب لاعب لا ينتمي لمنتخب بلاده وكان على الحدادي أن يضحي ببعض الدنانير (مستحقاته القديمة) من أجل المجد والنجاح والملايين الكثيرة.
على هامش نهائيات «الكان» 2006 كنت جالست النجم الافريقي دروغبا وعندما كنت أبحث بين كلماته عن سر نجاحه قال مبتسما: «على اللاعب الافريقي أن يلتحق بالبطولات الأوروبية حتى مجانا عليه أن يفكر في النجاح في البداية ثم بعد ذلك ستأتي الأموال وستتهافت عليه الأندية». في إشارة إلى أن اللاعب الذي لا يفكر في جمع المال في البداية لا يمكن أن ينجح وللجميع أن يسأل عن قيمة صفقات ايتو ودروغبا ويايا توري الأولى. وعلى الحدادي وأمثاله أن يطلعوا على مسيرات هؤلاء وسر نجاحهم.


فرج الفجاري










مواضيع مشابهة :

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

جميع الحقوق محفوظة ©2013