لا يشك عاقلان في أن قدوم رئيس الافريقي سليم الرياحي إلى الحديقة «أ» أنقذ الفريق من «الموت السريري» الذي كان مقبلا عليه ولا يشك عاقلان أيضا في أن هذا القدوم أنقذ الجمهور من حالة اليأس التي ألمت به لأنه ببساطة له الامكانات المالية التي تسمح بالحلم. ولا يشك أي أحد في أن البناء يستغرق الكثير من الوقت والكثير من الجهد والتضحية وخاصة من حسن التخطيط.
ما هو مؤكد أن الجهد والتضحيات والامكانات توفرت للافريقي أكثر من أي وقت مضى ولكن ما هو مؤكد أيضا أن العنصر الوحيد الذي تخلف هو حسن التخطيط (وهذا مفهوم ومنتظر بالنظر إلى حداثة عهد الهيئة).
حسن التخطيط الذي كان سيمكن الهيئة من اختصار المسافات وربح الوقت.
حسن التخطيط الذي لو حضر لتجنبت هيئة الرياحي الوقوع في العديد من المطبات مثل انتداب القربي وموسيلو وبراننس وغيرهم كثير والتعاقد مع المدرب «النكرة» شوفان بعد طرد المدرب الهولندي كوستر الذي ترك الافريقي في المركز الأول وإذا به الآن مهدد بفقدان المركز الثالث بعد التحاق النادي الصفاقسي به وزحف النجم الساحلي المتواصل.
بالأمس هاجم جمهور الافريقي رئيس ناديه في ملعب رادس ورغم ان ذلك ليس له ما يبرره لأنه هو الوحيد الذي قدم التضحيات وهو الوحيد الذي يضخ من ماله الخاص ورئيس الافريقي مطالب بتقبل الأمر والرضوخ للواقع.
وما عليه إلا الاستفادة من أخطاء الماضي وتجنب المواقف الارتجالية مثل اقالة المدرب السابق وعليه التخطيط من الآن للموسم القادم ويبدو أنه قطع الخطوة الأولى بانتداب منذر الكبير القادر على المساهمة في إعادة البناء أو على الأقل تقديم التصور اللازم.
فرج الفجاري
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire