لم يكن أكثر المتشائمين من جمهور النادي الافريقي يتوقّع ان يصل الفريق الى ما هو عليه الآن...هزيمة تتلوها هزيمة وخيبة تعانق الاخرى وكأنّه كتب على الفريق ان يعاين صعود البقية على أنقاضه دون ان يقوى على الحراك بل وكأنّه يتلذّذ بتتالي سقطاته ويسعد لتصاعد آهاته... ان تركع داخل قواعدك ضدّ مستقبل المرسى بثنائية نظيفة جاءت تتمة لسقوط مذّل ضدّ الجار في دربي العاصمة فهذا يعني ان النادي الافريقي بات خائر القوى فاقدا للمناعة مسلوب العزيمة لا يقوى على النهوض والمقاومة حتىّ ضدّ فرق الصفّ الثاني... قد تختلف القراءات والتأويلات في تفسير أسباب هذا التراجع الكبير الذي يعرفه مردود الفريق منذ انطلاق مرحلة الاياب وقد تكون بعض العوامل الخارجية البعيدة كل البعد عن الجوانب الرياضية قد أُّثّرت على المردود الجماعي للفريق وساهمت بشكل أو بآخر في «تسمّر» عداد الفريق وخروج زملاء «جابو» من سباق المراهنة على اللقب لكن مهما تباينت الاسباب والمسبّبات واختلفت التعلات والتبريرات يجوز القول إن النادي الافريقي قد رفع طواعية وكعادته مبكّرا راية الاستسلام وانسحب الى موقعه الطبيعي بعيدا عن مقدمة الترتيب حيث تعوّد البقاء بعيدا عن ضجيج المنافسة ولهيبها المحتدم ...
المطلعون على خفايا الامور داخل كواليس القلعة الحمراء والبيضاء يدركون جيّدا ان المحصلة كانت نتاجا طبيعيا لما عرفه الفريق من تطورات مثيرة وأحداث غريبة في الآونة الاخيرة خاصة بعد رزمة الاستقالات التي كادت تعصف بالفريق وجعلت رئيس النادي يلوّح باستقالة هوليودية في محاولة منه امتصاص غضب وضغط الانصار الذين حمّلوه مسؤولية الاخفاق وتتالي عناوين الفشل... صحيح ان الافريقي يملك رصيدا بشريا ثريا وله من الاسماء ما يجعله مرشحا فوق العادة للمنافسة على اللقب لكن ثبت مرّة أخرى ان المال وحده ليس قوام الاعمال وان النجاح لا يمرّ فقط عبر تكديس الاسماء من هنا وهناك... فما الذي خان الافريقي وجعله يخرج من سباق الكبار؟ لماذا هذا التراجع المحيّر في النتائج بعد ان كان الفريق يحتل صدارة الترتيب في الشطر الاول من عمر البطولة...؟
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire