بعد تكرر حالات تمرد اللاعبين:قلّة الانضباط سوس ينخر جسم الافريقي والهيئة ستضرب بقوة

اعتقدت الغالبية الكبرى من جماهير النادي الافريقي او هكذا على الاقل كانت تتمنّى ان هذا الموسم سيكون بداية الاقلاع نحو التتويجات ونقطة فاصلة للقطع مع خيبات الماضي.

فإدارة الفريق برئيسها الحالي سليم الرياحي كانت سخيّة الى ابعد الحدود ولم تتأخر في صرف المليارات لجلب فيلق كبير من اللاعبين في مختلف الخطوط وتوفّر للفريق بين عشية وضحاها عنصر المال الذي لازالت تبكيه الى الان اغلب الفرق الاخرى لكن ورغم كل هذا لم يتغيّر الواقع وظلّت الصورة على حالها وتأكدت حقيقة واحدة وثابتة ان المال وحده لا يصنع النجاح اذا اختلّت منهجية العمل وغابت الارادة القوية على الاصلاح وتجاوز الاخطاء.

صحيح ان الافريقي الآن في مركز متقدم في الترتيب ومازال معنيا الى اللحظة برهان التتويج الا انه بشهادة اغلب المحللين والفنيين وحتى من جماهيره لم يقنع في ادائه حتى وهو منتصر ولم يعط الانطباع لحظة بانه الفريق المؤهّل لنيل اللقب , في الحقيقة سيكون من السذاجة الكروية ان نختزل مشاكل الفريق في الجانب الفنّي فقط ومثلما اكدنا ان المال وحده لا يصنع الربيع فانّ تكديس الانتدابات ووجود الاسماء الرنانة ليس الضامن الوحيد للتألق والبروز خاصة اذا غاب احد اضلاع النجاح ونعني به عنصر الانضباط والتقيد بضوابط الاحتراف.

البراطلي والزيتوني والانضباط المفقود

على هذه الشاكلة تصرّفت هيئة الافريقي ولذلك لا يمكن ان تسال عن تصرّفات بعض اللاعبين ممن تكلف قدومهم للفريق مئات الملايين, اللاعب هتان البراطلي احد هؤلاء وواحد من اللاعبين الذين لم تحمل اقدامهم اي اضافة مرجوة , هذا اللاعب تخطّى في سابقة من نوعها حاجز الانضباط حين غادر ليلة مباراة فريقه ضد قوافل قفصة مقر الاقامة دون استئذان من اي مسؤول لا لسبب سوى لان المدرب «كوستار» لم يوجه له الدعوة للمشاركة في اللقاء والاغرب من ذلك ان نفس اللاعب عاد وانضم الى تمارين الفريق اول الاسبوع ولم يجرؤ اي كان على معاقبته او حتى لفت نظره لما اقدم على فعله.

لاعب اخر لم يغيّر قدومه للافريقي وحمله لازياء نادي الشعب في طباعه المزاجية وفي تصرّفاته المتشنجة داخل وخارج الميدان هذا اللاعب ليس سوى اشرف الزيتوني الذي كان يهتم كثيرا بما يقال حوله من كلام اكثر من تركيزه على اللعب فوق الميدان وغالبا ما كان يدخل في نزاع مع عدد من الاحباء مثلما حصل ذلك مع احد الاحباء امام حجرات ملابس ملعب رادس في اعقاب مباراة جريدة توزر, هذا اللاعب الذي انتظر منه الجميع بعض الاضافة اضحى بارعا خلال كل اللقاءات التي خاضها في الاحتجاجات على قرارات الحكام ولعل الارقام وحدها تتحدث فهذا اللاعب تحصّل الى حد مباراة المنزه ضد النادي الصفاقسي على 5 انذارات كانت جميعها نتيجة للاحتجاج وليس بسب الاندفاع او اللعب الرجولي 

حضوره الذهبي سيء

لمّا جددت هيئة سليم الرياحي اتصالاتها باللاعب زهير الذوادي في الموسم الفارط ونجحت في استعادته من فريق «ايفيان» الفرنسي لم تسع الفرحة احباء الافريقي الذين ذهب في ظن العديد منهم ان الفريق سيستعيد امجاد الماضي بعودة هذا النجم الا أنه ساهم في هزيمة فريقه ضد النجم الساحلي حين خرج بالورقة الحمراء وكثيرا ما كان يفقد بقية زملائه تركيزهم على المباراة بكثرة تذمّره من اداء البعض منهم او من تمريرة خاطئة و كرة في غير مكانها المناسب انتظر وصولها, وهذا بسبب نقص في جاهزيته الذهنية ان تجاوزه سيعود الى تألقه احتجاجاته المتكررة لم يسلم منها ايضا مدربه مثلما حصل ضد النادي الصفاقسي لحظة تغييره اثناء المباراة, هذا بالاضافة الى احتجاجاته المتكرّرة على الحكام الذين كانت تنقص البعض منهم الجرأة والا لرفعوا في وجهه الورقة الحمراء في كل لقاء بسبب ما تعوّد على التفوّه به. وهذا السلوك نجده عند عند عديد اللاعبين في نواد أخرى كبير كانت أم صغيرة.

العدوى تصيب جابو

داء التسيّب يبدو ان عدواه قد انتقلت الى اللاعب المتخلّق عبد المؤمن جابو والذي تصرّف في احدى الحصص التدريبية التي سبقت مباراة النادي الصفاقسي على نحو يثير الدهشة ولم نعهده اطلاقا لدى معبود جماهير الافريقي فهذا اللاعب وعلى مرمى اعين الجميع قاطع الحصة التدريبية المذكورة قبل نهايتها وقفل عائدا الى حجرات الملابس في حركة احتجاج منه على خيارات مدربه الذي اراد ان يشركه في اللقاء التطبيقي ضمن التشكيلة الثانية ولولا تدخل المدرب المساعد لآلت الامور الى منحى اخر والاغرب من كل هذا مرة اخرى ان لا احد من المسؤولين تجرّا على فعل اي شيء يذكّر اللاعبين بوجوده معهم.

كل اللاعبين الذين ذكرناهم لم يكونوا الاستثناء ولم يكن بلال العيفة افضل من هؤلاء وهو الذي فقد مكانه بسبب وزنه الزائد ولا خالد القربي الذي ينطبق عليه المثل القائل «جا يعاون فيه على حفر قبر بوه.....» طالما لم يتخلّص هذا اللاعب من التهريج فوق الميدان والسعي دوما الى استفزاز المنافس خارج اطار اللعبة.

عقوبات مالية

يتوقع أن تكون هناك عقوبات مالية ضد بعض اللاعبين الذين خرجوا عن النص ضد النادي الصفاقسي ومن بين هؤلاء نذكر أشرف الزيتوني الذي لم يقبل عملية تغييره كما أن خالد القربي الذي غادر بالورقة الحمراء سوف تسلط عليه عقوبة مالية بسبب الورقة الحمراء المجانية التي نالها في نفس اللقاء والتي زادت من متاعب فريقه وعدم قدرته على العودة في اللقاء.