الترجي الرياضي فشل على الواجهتين فنيا وقانونيا باعتبار أنه قد ورط نفسه في عقود مفخخة كالتي حصل عليها يانيك وماريغا اللذان سيحصلان على مبالغ تناهز المليارين في صورة فسخ عقديهما من جانب واحد وهو ما جعل الفريق تحت رحمتهما فإما الإذعان لشروطهما وإما الالتجاء إلى الفيفا..
وليس النادي الإفريقي أفضل حالا من جاره بعد أن ظل يعاني إلى غاية الساعات الأخيرة للميركاتو وهو الذي يضم في صفوفه خمسة أجانب فوق السن الدنيا وهم كارل ماكس وايزيكال ومات موسيلو وعبد المومن جابو وهشام بلقروي..
الأحمر والأبيض أراد الإبقاء فقط على الجزائريين فكانت تكلفة ذلك أن يفسخ عقود الثلاثي الآخر أو إعارتهم.. ماكس قبل مبدأ الإعارة وعاد إلى فريقه الذي انتدب منه أما مواطنه ايزيكال فقد لجأ إلى الفيفا ليطالب بالحصول على مبلغ يتجاوز نصف مليار في حين تكلف فسخ عقد موسيلو 350 ألف دينار..
ولئن كانت الخسارة المالية مرتفعة في الترجي والإفريقي فإن النادي الصفاقسي لم يتكبد نفس المبالغ باعتبار أن عقود أجانبه حيكت جيدا فدفع 50 ألف دينار إلى أمير سعيود وسحب إجازة ادريسا كواياتي بالاتفاق معه لتأهيل كواكو والبحري اللذان شكلا المثلث الأجنبي مع مامان يوسوفو باعتبار أن ندونغ دون سن الحادية والعشرين..
السي أس أس لم يتخطى مأزق الثلاثي الأجنبي بل أجله باعتباره أن إدريسا عائد في ديسمبر وبالتالي فسيتعين عليه فسخ عقد أحد أجانبه الجدد لإعادة تأهيله وإلا فسيطالب اللاعب بمستحقاته فضلا عن فسخ عقده وهي قضية مرتقبة بين الطرفين..
النجم الساحلي الذي يرقد على أعداد مرتفعة من الأجانب فقد نجح في فسخ عقود بارسي أكولي وأعار أشانتي إلى قوافل قفصة وأعار مايتي إلى الخليج السعودي فضلا عن عدم تأهيل النيجيري موزيس بسبب ركونه إلى فترة علاج مطولة جراء المرض.. أجانب فريق جوهرة الساحل بالجملة ولكن ما يساعده على التعامل معهم هو سنهم التي تجعل من قيدهم سهلا باعتبار أنهم مؤهلون مع أصناف الشبان..
ورغم النجاح النسبي في تصريف لاعبيه إلا أن ليتوال لديه قضايا بالجملة لدى الفيفا بسبب نزاعات عنوانها موسى مازو وايمانويل أوكوي أو جوستين مونغولو وغيرهم..
سوء التعامل طال أيضا قرش الشمال الذي أضاع على نفسه فرصة استعادة مهاجمه الهداف أحمد الزوي لأنه رصيده من الأجانب مرتفع في وجود أودراغو ومبينغي وأوغبونا وهو ما اضطره في الساعات الأخيرة للميركاتو إلى صرف النظر عن اللاعب الليبي..
الأندية التونسية بدت فاشلة في التعامل مع منتدبيها وخاصة في سبل التخلص منهم في ظل عقود مفخخة من صناعة وكلاء لاعبين ساعدهم تواطؤ أبناء الدار في كسب الملايين لذلك بات بعث أو تفعيل لجان قانونية خاصة للعناية بهذه الملفات داخل الهياكل والنوادي ضرورة ملحة في ظل الخسائر الكبرى للنوادي وأيضا للدولة التي تجد نفسها مضطرا لخسارة الكثير من مدخراته للعملة الصعبة دون فائدة ترجى..
البنك المركزي أكد أن الموسم الأخير شهد تحويل 8 ملايين دولار في صفقات رياضية وعند العودة إلى جرد ما أنجز نقف عند خلاصة واحدة وهي أن هذه الأموال ذهبت في غير محلها لتكون الخسارة عامة..